اعترفت الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، بأن إسرائيل كان لديها أسلحة نووية إبان حرب أكتوبر 1973، وأنها فكرت في استخدامها أثناء الحرب ضد مصر، بعد أن يأس الجميع من وقف تقدم المصريين وهزيمتهم في الأيام الأولى للحرب.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إلى نجاح الرئيس الراحل أنور السادات في خداع الولايات المتحدة، وضرب السلاح النووي الإسرائيلي بسلاح المفاجأة، وشن حرب تحرير سيناء 1973 دون أن يستطيع أحد أن يتنبأ، الأمر الذي تسبب في صدمة كبيرة لواشنطن وإسرائيل.
ومن المفاجآت الأخرى، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتوقعا أبدًا أن مصر يمكنها الدخول في حرب، وأن السادات لن يمكنه أبدًا أن يتخذ مثل هذا القرار.
فالسادات أتقن فن الحرب وتعلم من دروس الماضي، وقرر أن يقوم بخداع أمريكا، وعدم شن الحرب قبل الحصول على طائرات مقاتلة لتحقيق التوازن مع إسرائيل، وهو ما شكل فضيحة كبيرة للولايات المتحدة والرئيس ريشارد نيكسون.
كما أن العرب أيضا شاركوا في الخداع واستخدموا سلاح النفط بصورة لم يتوقعها أحد وأدى ارتفاع أسعار النفط بعد تعليق دول الخليج إنتاجها إلى أزمة كبيرة داخل الولايات المتحدة.
وفشلت الاستخبارات المركزية الأمريكية في رصد الحرب وإعطاء إنذار مسبق لإسرائيل عن موعدها، ويرى أن السبب من وراء ذلك نبع أساسًا من سوء تقدير المخابرات الإسرائيلية للموقف، وهو نفس ما فعلته رئيسة الوزراء جولدا مائير والتي كانت تعتقد أن مصر لن تحارب.
وتمثل الفشل أيضًا في الفشل في تقدير موقف الدول العربية خاصة المنتجة للنفط واستعدادها لمساندة مصر وسوريا في الحرب، وهو ما ضاعف مفاجأة قرار حظر تصدير النفط إبان الحرب، والذي تسبب في ارتفاع كبير الأسعار، ويعود ذلك الفشل إلى اعتماد الاستخبارات الأمريكية، أكثر من اللازم على الاستخبارات الإسرائيلية والأردنية.