دائما ما كان الموت مأساة قاسية بالنسبة لأغلب الناس، لذلك فالبعض يلجأ إلى الدين فى محاولة للحصول على العزاء والتغلب على الحزن الذى يتملكه بعده، فيما يلجأ البعض الآخر إلى الأساطير والخرافات، ويرفض البعض تصديق الأمر ويدخل فيما يعرف فى علم النفس بـ"الإنكار" لأن عقله لا يصدق ما حدث.
وفى إطار المساعى الإنسانية العديدة للتغلب على الموت وقهر تأثيره الفادح، نشر موقع "أودى" قصص لثمانية أشخاص رفضوا تصديق وفاة أحبائهم، لهذا ظلوا يسهرون على رعايتهم لسنوات طويلة فى لمسة وفاء نادرة.
◄20 عاما بجوار مقبرة زوجته
فى البداية ذكر الموقع قصة الأمريكى، روكى أبلاسامو، الشيخ السبعينى الذى توفيت زوجته وحبيبته "روكى" فى عام 1993 فشعر أن جزءا من حياته قد انهار بعدها، وظل يسهر إلى جانب مقبرتها كل يوم لمدة عشرين عاما متحملا كافة أنواع الطقس، ما بين الحار والبارد والعواصف والأعاصير وغيرها، ولم يكن الرجل يأكل أو يشرب إلا ما يكفى ليقيم أوده بالكاد، حتى توفى فى 22 يناير الماضى عن عمر يناهز السابعة والتسعين بعد تدهور صحته.
◄فى فراشنا جثة منذ 5 سنوات
وأوضح الموقع قصة الفيتنامى، لى فان، الذى تصدر عناوين الأخبار بالصحف الفيتنامية عندما اكتشف الصحافيون أنه كان ينام على الفراش إلى جانب زوجته المتوفاة لمدة خمس سنوات، وذلك بعد وضع جثتها فى هيكل تم صناعته ليحاكى الجسد الإنساني. وبعد اكتشاف هذا التصرف الغريب بعامين، ذهب إليه صحافيون لكى يروا ما تطور إليه أمره فاكتشفوا أنه مازال ينام إلى جانب زوجته، حيث لم تتمكن السلطات من منعه لأنه لا يخالف القانون، فبعدما توفيت زوجته لم يستطع الرجل تقبل تلك الحقيقة فدفن جزءا من رفاتها واحتفظ بالبعض فى هذا التمثال الذى مازال يشاركه سريره. ويؤكد الرجل الذى يبلغ 57 عاما أنه ينام مع زوجته كى يشعر بأن يعود إلى حالة التجسد الأولى.
◄الأم المثالية تحنط ابنها 18 عاما
بعد ذلك تأتى قصة الأم الجورجية التى ظلت ترعى جثة ابنها المتوفى لمدة ثمانية عشرة عاما، وهو الذى توفى وهو فى الثانية والعشرين من عمره، الأم بعاطفتها الجياشة قررت ألا تدفن الجثة فى المقابر، وأن تحفظها حتى يتمكن ابنه - الذى كان فى عامه الثانى فى ذلك الحين - من رؤية وجه أبيه، وخلال السنوات الأربع الأولى، لجأت المرأة إلى استخدام مختلف سوائل التحنيط لمنع الجثة من التحلل، وفى أحد الأيام حلمت الأم بأن شخصا ما ينصحها باستخدام الفودكا بدلا من تلك السوائل، ومن ثم بدأت المرأة تستخدم ذلك النوع من الخمور للحفاظ على جثة ابنها كل ليلة.
خلال الأعوام العشرة الأولى، كانت الأم تغير ملابس ابنها فى عيد ميلاده، لكن مع تقدمها فى السن أصبحت غير قادرة على رعايته مثل السابق، فبدأت تعود لاستخدام سوائل التحنيط لإعادة الحياة إلى وجهه، الذى كان قد أصبح يميل إلى الزرقة.
الأم احتفظت بالجثة فى صندوق خشبى له نافذة زجاجية تسمح برؤية وجهه، وقالت فخورة إن حفيدها كان يرى وجه أبيه كل يوم منذ وفاته، وهو الآن فى العشرين من عمره، ويعتقد أن جدته اتخذت القرار الصائب.
◄تؤنس وحدة زوجها داخل قبره
ووفقا للموقع، ظلت الأرملة الأرجنتينية، أدريانا فيلاريل، تنام فى مقبرة زوجها لكى توفر له الصحبة والمؤانسة.
كانت قصة الأرملة التى تبلغ 43 عاما قد انتشرت وتصدرت الصحف، بعد اعتراف المرأة أنها تقضى عدة ليال فى مقبرة الزوج لكى لا يشعر بالوحدة.
وبعدما انتشرت قصتها ذهبت الشرطة للمقبرة للتحقق من الرواية، وعندما قرعوا باب المقبرة، خرجت المرأة لتحييهم وهى ترتدى ملابس النوم وتنبعث من المقبرة صوت موسيقى صاخبة.
وبعد فحص المقبرة، اكتشف رجال الشرطة أن المرأة زودت المقبرة بسرير وراديو وكمبيوتر وإنترنت ومطبخ صغير.
جدير بالذكر أن زوج الأرملة كان قد توفى منتحرا وهو فى الثامنة والعشرين من عمره وقد استغلت المرأة الأموال التى كان يحتفظ بها لشراء منزل فى بناء مقبرة كبيرة له.
◄تنام إلى جانب زوجها الميت لعام كامل
ومن ضمن القصص الغريبة التى سردها الموقع قصة عجوز بلجيكية ظلت عاما كاملا تنام إلى جانب جثة زوجها، حتى اكتشفت السلطات هذه الواقعة فى نوفمبر من عام 2013.
وكان الزوج الذى يدعى، مارسيل إتش، قد توفى عن عمر ينهاز 79 عاما إثر أزمة ربو فى نوفمبر من عام 2012 ولكن زوجته لم تستطع تقبل الأمر ولم تخبر أحدا بوفاته واستمرت فى النوم إلى جانب الجثة حتى اكتشفت السلطات الأمر.
السلطات كانت قد زارت المنزل بعدما أفاد مالك المنزل بأن الزوجين لم يدفعا الإيجار منذ عام كامل، وعندما دخلت الشرطة إلى المنزل وجدت الجثة وقد تحولت إلى مومياء كاملة، رغم أن الجيران أكدوا أنه لم تكن هناك رائحة سيئة تنبعث من المنزل.
◄لن يدع جثة أمه تتحلل وحدها
ومن جهة أخرى، ذكر الموقع قصة شاب الذى قضى عشرة أعوام إلى جانب مومياء أمه المتوفية، وبقى على وفائها لذكراها حتى توفى هو الآخر.
فبعدما أبلغ الجيران عن انبعاث رائحة سيئة من المنزل، اقتحمت قوات الشرطة ورجال المطافئ الشقة لتكتشف أن جثة الشاب كلاديو ألفيرى، 58 عاما موضوعة على مقعد فى المطبخ إلى جانب مومياء الأم التى تحللت تماما، ولم يتبق منها سوى العظام، فيما كانت ترتدى خفا ومغطاة بالأكياس البلاستيكية.
وقد أكد خبراء الطب الشرعى أن سبب وفاة الأم والابن طبيعية تماما.
الجيران أكدوا أنهم شاهدوا الأم مارجريتا قبل عشرة أعوام وكانت فى التسعين من عمرها، ثم اختفت فجأة عن الأنظار، ورغم أنهم ظلوا يسألون الابن عنها إلا إنه كان يؤكد دائما إنها بصحة جيدة.
◄شهر عسل جديد مع الزوجة الميتة
وأشار الموقع إلى قصة المقاول الماليزى الذى ظل لمدة 35 يوما يمارس حياته بشكل طبيعى، فيما كانت جثة زوجته تتحلل داخل المنزل، لأن الرجل لم يكن يرغب فى الاعتراف بأن زوجته قد توفيت، وعندما كان الأصدقاء يسألون عن الزوجة كان يرد بإجابات غامضة ولا يخبرهم أبدا بالحقيقة.
ولكن الزوجة ليم آه تى، 42 عاما، كانت قد توفيت بالفعل فى سبتمبر من 2013 بعد معاناة من آلام فى الصدر. ووفقا لقوات الشرطة، أدرك ابنها، 16 عاما، أن أمه قد توفيت وأن أباه يرفض تصديق الواقعة فقرر أن يترك له بعض الوقت حتى يستطيع تقبل الحقيقة.
وفى النهاية، اضطر الابن إلى إبلاغ البوليس بعدما لم يعد قادرا على تحمل الرائحة، وعندما ذهب رجال الشرطة وجدوا الجثة على السرير وهى ترتدى ملابس نظيفة مما يعنى أن الرجل كان يغير لها ملابسها يوميا، كما كانت رائحة الغرفة طيبة، وهو ما يشير إلى أن الرجل كان يرش العطور للتخلص من رائحة العفونة.
◄لن يدفن أبيه للحصول على مستحقاته المالية
وأخيرا جاءت هذه القصة المختلفة قليلا، عن رجل بريطانى احتفظ بجثة أبيه لخمسة أشهر متتالية ليس وفاء لذكرى الأب أو لعدم قدرته على تقبل حقيقة وفاته، لكن للاستمرار فى الحصول على مستحقاته المالية. ولكن السلطات ألقت القبض على الشاب فى مارس 2012 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بعد أن وجدت الشرطة جثة الأب، جاى بلاكبرن، وهى موضوعة على سرير فى غرفة المعيشة، حيث استمر الابن، كريستوفر، 29 عاما، فى الحياة مع جثة أبيه لمدة خمسة أشهر دون أن يبلغ أحدا عن وفاته.
الغريب أن الشاب كان يعيش مع ابنته التى تبلغ عشرة أعوام، وأنه كان يخبرها أن الجد نائم باستمرار.